ألمانيّ قرب البئر (فصل من رواية بوق)

7 دقائق

اقرؤوا في:

ألمانيّ قرب البئر (فصل من رواية بوق)

7 الدقائق

لماذا يجب قراءة هذه القصّة

Remove from my favorites

–     يا باتي يا باتي نصراني دايخ يالا البير، نصراني دايخ يالا البير.

–      معاه بندقة؟

–      لا يا باتي، معاه زمّارة سمعت زعيقها  قبل ما نوصل البير.

–      إن شاء الله خير يا خويرة، جيبي الحصان وخلّي خوتك يلحقوني.

 كان الشّابّ في حالة حرجة، أنفاسه متقطّعة، وتكسو أطرافه جروح وتقرّحات، أسعفه الحاجّ مفتاح بابتسامة ونظرة حنان، وبلّل فمه بقطرات ماء، وظلّ يهدّئ من روعه بكلمات مليئة بمعانٍ مألوفة مثل: سلامات عليك وإن شاء الله لا بأس وكن بخير ومرحبا، شرحت قلب الألمانيّ، وبثّت فيه الطّمأنينة.

عرف الحاج مفتاح من إشارات الفتى أنّه تابع للجيش الألمانيّ، وأنّه ليس بمقاتل، وإنّما هو عضو في الفرقة الموسيقيّة المصاحبة للجيش، تلك الّتي تعزف موسيقاها عند تشييع القتلى أو حين يتقدّم الجنود.

وصل أبناء الحاج مفتاح مع بعض أبناء عمومته وجيرانه إلى البئر، ممتشقين المتاح من أسلحتهم: بنادق صيد، هراوات سيوف، وغيرها.

حملوا الجنديّ إلى النّجع مجموعة خيام تسكنها عشيرة أو قبيلة. ، وهناك اهتمّت به الحاجّة مقبولة جدّة الأولاد، فدفّأته بعباءة صوف وطهّرت جروحه، أمّا أصابعه المتقرّحة فدهنتها بزيت الزّيتون، ثمّ وضعت قدميه المتورّمتين في ماء دافئ. قدّمت له بعد ذلك طعامًا طازجًا: حساء زعتر، وخبز تنّور، وطبقًا من البيض المقليّ، وقطعة من جبن الماعز.

انتهى الألمانيّ سريعًا من طعامه، فقد كان جائعًا جدًّا، كلّ لقمة يضعها في فمه تستدرج أختها في الطّبق، حتّى جاء على ما فيه، ولعلّه ردّد بينه وبين نفسه أنّه لم يتذوّق قطّ طيلة عمره ما هو أطيب ممّا أكل. إنّه طعام مبارك بثّ في داخله الرّاحة. ولقد ازدادت بهجته بما وجده من لدن العائلة من عطف، ومن نظرات دافئة استشعر عبرها أنّه سعيد جدًّا كما لو أنّه بين أهله، فاتّسعت ابتسامته، وتدفّق في طلعته الدّم، فاحمرّت وجنتاه كثمرة طماطم، ودمعت عيناه عرفانًا وشكرًا.

لم يكن بينهم من يتكلّم الألمانيّة أو الإنجليزيّة متى استثنينا بضع كلمات عامّة وبسيطة تعلّموها فترة الحرب، بفضل اختلاطهم القصير والخاطف بالمتحاربين العابرين الّذين يعيشون حالة كرّ وفرّ، ممّن كانوا يقايضونهم بعض السّلع والمستلزمات اليوميّة عند الضّرورة، أو ما تسنّى لهم أن يلتقطوه من ألسنة السّيّاح قبل نشوب الحرب، حين كانت حركة السّياحة في المنطقة نشطة. كان معظم السّيّاح يأتون إلى طبرق وضواحيها طلبًا للدّفء والاستمتاع بالشّمس والبحر أو بغاية صيد الجوارج والغزلان، أو لطرق بوّابة الصّحراء بهدف التّمتع بجلال الصّمت والنّقاء وللاستشفاء بالحمّامات الرّمليّة.

استكملوا تفاهمهم مع الألمانيّ بالإشارات، وقال له الحاج جويدة ابن عمّ الحاج  مفتاح رافعًا سبّابته وهو لا يدري ما إذا كان يفهمه أم لا:

– شهادة من ديني أنّي رافقت الجرمان في البرّ والصّحراء أكثر من مرّة، ونشهد بالله أنّهم ناس خيرة.

ولشرح كلامه للألمانيّ جاور بين سبّابتيه وحكّ إحداهما بالأخرى ليبلغه مراده مستعينًا بكلمات مثل “ليبيا جرمني قود فريند قود براضر”. فهزّ الجنديّ الألمانيّ رأسه مبتسمًا دلالةً على أنّه فهم ما يرمي إليه الحاج جويدة من معنى الصّداقة والأخوّة بين الألمان واللّيبيّين. 

فهم الألمانيّ، عبر المفردات القليلة وما تبادله مع الجماعة من إشارات، أنّهم سينقلونه إلى مكان آخر أكثر أمنًا، فنجعهم هذا قريب من الطّريق السّاحليّة ودوريّات الجيش الإنجليزيّ وحلفائهم قد تمرّ في أيّ وقت للتّفتيش. قال له الحاج مفتاح وهو يُجاور بين رسغيه كأنّهما مقيّدان:

– بعدها جندي ألماني فيه كلبوش قيد فولاذيّ لليدين من حلقتين. .

فهم الجنديّ كلمة كلبوش، وتدعّم فهمه أكثر بالرّسم الّذي خطّه الحاجّ مفتاح بسبّابته على التّراب، ليدرك أنّ المكان الّذي سيأخذونه إليه قد يكون مغارةً أو كهفًا.

قال الحاجّ لابنه:

  • ماذا تنتظر؟ سيّل الدم إكرامًا للضّيف، الخير وفير والحمد لله.

 ركض ابنه إلى زريبة المواشي وجرّ الموسى على شاة سمينة، تعاون مع إخوته على سلخها بينما أوقدت نساء العائلة النّار في حطب يصنع فرقعات كأنّها ألعاب ناريّة، فتعالى دخان رائحته عطرة، وجيء سريعًا بسفرة مشويّات إلى الألمانيّ، شهيّة مزدانة بشرائح اللّيمون والطّماطم وقرون الفلفل الأخضر، مع قدَح لبن رائب تعلوه رغوة فقاقيع ظريفة كالّتي تعلو كوب البيرّة.

أشعره الطّعام اللّذيذ بأنّه ليس شريدًا في حرب داخل أراضٍ غريبة عنه، وإنّما في زردة ربيعيّة على ضفاف نهر الرّاين في بون، حيث ولد وعاش وتفنّن في الموسيقى بمعهد بتهوفن، وعندما اندلعت الحرب تمّ تجنيده لها كأغلب أقرانه، فشارك في معارك عديدة لم يكن فيها مقاتلًا، بل عازف بوق وظيفته التّحميس، أو الإيعاز في الجند، وفقًا لأوامر قائده، بالجمع والتّفرّق وبالهجوم والانسحاب.

وعندما احتاج الجيش إلى عازفين للسّفر إلى شمال أفريقيا، حيث ستنتقل الحرب رفع بوقه موافقًا، إذ رغبت نفسه في طرق آفاق جديدة دافئة طالما قرأ عنها في آثار من الأدبين، الألمانيّ والأوروبّيّ، تتحدّث عن الشّرق، بعضها لجوته وتولستوي وفولتير وكفافيس، وآثار أخرى عديدة بعضها يونانيّ وبعضها إيطاليّ. فهم منها، في ما فهم، أنّ الرّياح هناك تعزف الموسيقى في كلّ فصول السّنة، وموج البحر يغنّي، والأشجار ترقص، أمّا العصافير فتجاهل ما جاء بشأنها على ألسنة الشّعراء، لأنّه يعتبر مجرّد النّظر إليها قصيدة.

تمّ ضمّه إلى جيوش رومل ونزل أوّلًا في جزيرة جربة بتونس، ومنها تقدّم معهم شرقًا منتصرًا حتّى العلمين، ولكن بعد جهد خرافيّ لثلاث سنوات من الحرب تقريبًا، لم يتحقّق لهم النّصر الحاسم بالوصول إلى قناة السويس، وهُزِموا في النّهاية من قبل المارشال الإنجليزيّ مونتجمري في العلمين نتيجة نقص في الإمدادات من الوقود بالإضافة إلى أنّ قائدهم إرفين استدعى رومل بسبب مرضه أو لاستغلاله في جبهة أخرى أهمّ. وعانى جنود الجيش الألمانيّ كثيرًا من تداعيات الهزيمة، فمات بعضهم وأُسر البعض الآخر، أمّا من انسحب سريعًا إلى أقصى الغرب صوب تونس فكان مصيره الأسر. لكنّ الجنديّ عازف البوق لم يستسلم وتقهقر ببطء حتّى وصل قرب طبرق، وهناك كان في حالة إعياء شديد فقادته غريزة البقاء إلى البئر، قال في نفسه: الماء مثل الموسيقى أمان، وأن أبقى في أرض أعرفها مكثت فيها أكثر من سنتين أفضل من مواصلة الانسحاب والفرار نحو المجهول، هنا النّاس طيّبون وكرماء رغم ظروف الحرب الّتي شرّدتهم وأحرقت زرعهم وضرعهم وشجرهم.

أثناء تقهقره غربًا هربًا من الموت أو الأسر لم يكن معه شيء سوى بوقه وزمزميّته الفارغة، ولم تكن معه بوصلة لتحديد الاتّجاهات، فكلّ مستلزماته الحربيّة -باستثناء ملابسه الّتي نزع عنها كلّ الشّعارات- تخلّص منها في الطّريق حتّى لا تدلّ على هويّته إن رصده منظار الأعداء أو صادف أحد الوشاة في الطّريق، وحتّى يتخفّف من ثقلها وهو يكابد نقصًا في الماء وشحّا في الزّاد.

في تقهقره كان يقتفي أثر الإبل، يقول: الإبل هي الماء هي الحياة. وكان بعد مسيرة يوم أو نصف يوم يعثر بالفعل على بئر أو معطن يشرب منه ويغتسل ويملأ زمزميّته، وإن استلطف ناقة عزف لها لحنًا غليظا كرغاء جمل يشتهيها حتّى تستأنس له، ومن ثمّ ينحني تحتها ويحلب منها في زمزميّته أو يرضع من الضّرع رأسًا، ولا ينسى في كلّ مرّة أن يسكب على يديه المتقرّحتين قطرات من  لبن الإبل، أو حتّى بولها إن صادفه جمل يتبوّل، فهو يعرف من كتب الطّبّ القديم أنّ اللّبن والبول يطهّران الجروح والقروح. وعندما تنطلق الإبل من جديد في رحلتها يتبعها، لم يكن يثق في الطّيور الّتي ستقوده حتمًا نحو البساتين والبحر، حيث دوريّات الحلفاء ومن تحالف معهم من السّكّان المحلّيّين بحجّة التّخلّص من الطّليان الّذين يحتلّون ليبيا آنذاك. أمّا المتحالفون معنا نحن الألمان فهم للأسف دون فائدة، فقد كانوا عبئا كبيرًا أعاقنا في أكثر من معركة.

 لكنّ الإبل لن تقوده سوى إلى الماء البعيد عن العمران والزّحام. كان وقتًا طيّبًا يقضيه صحبة الإبل كأنّه راعٍ لها، وكان لها بمنزلة الحادي يغنّي ويعزف جاعلًا من وقع أخفافها على الأرض إيقاعًا يواكبه، يقول: أنا أغنّي وأعزف والإبل تنقر لي بأخفافها على طبل الأرض، إن كانت الأرض رمليّة فللإيقاع نكهة الرّمل ومتى كانت ترابيّة فله نكهة التّراب، وإذا كانت صخريّة فله نكهة الصّخر، وإن كانت سبخيّة فله نكهة الملح، أمّا إذا كانت بركانيّة فله نكهة النّار. يقول أيضا: لم أكن أنا من يقرّر اللّحن أو الأغنية الّتي أغنّيها وإنّما تفعل ذلك الإبلُ، تفرض إيقاعها فأواكبها بالعمل الفنّيّ الملائم، وغالبا ما يكون العمل لأحد معشوقيه، بتهوفن أو موزارت. شجيّ هو طبل الأرض، ساحرة هي أخفاف الجمال.

صارت الإبل هي ضابط الإيقاع ومايسترو الفرقة دون أن تقصد ذلك، فقد استأنست بشكل مّا عزفَ بوقه، فما عادت تجفل عندما يقترب منها حدّ الالتصاق بها والتمسّح والتّربيت على رقابها وشحوم سنامها الصّلبة، بل نجح في أن يجعل قعودًا صغيرًا يبرك ثمّ يقف بهمهمة من صوته ونفخات زاعقة من بوقه. أعجبته جدًّا السّمات الموشومة على أفخاذ الإبل وصدورها ورقابها، تلك الّتي يصنعها أصحابها بواسطة النّار كصكّ ملكيّة مقدّس، فلكلّ إبلِ قبيلةٍ سمة تخصّها معروفة لدى كلّ القبائل في الواحات والصّحراء وفي أطراف المدن. الطّريف أنّه يتبع قطيع إبل كبير به سمات مختلفة لعلّ الحرب جمّعتها من مراعيها المتفرّقة ليستأنس بعضها ببعض وتبتعد عن الموت معًا، سمات متنوّعة صنعتها نار الهويّة لا نار الدّمار: خطّان… دائرة… مثلّث… خطّ واحد… خطّان متقاطعان… خطّ في نهايته دائرة، إلخ… وعندما تأمن الإبل بابتعادها من لهيب الموت وترتوي جميعها من المعطن المشاع، تبدأ في المغادرة، كلّ قطيع  تشابهت علاماته يرحل في اتّجاه مضارب قبيلته، أمّا هو فلا يعرف مع أيّ قطيع يذهب، وإلى أيّ قطيع ينضمّ، ولحكمة مّا في نفسه يختار أقلّ القطعان عددًا فيتبعه.

لم تكن صحّته تسعفه لمواكبة قطعان الإبل ومتابعتها وهي الّتي لا تكلّ ولا تملّ من المشي. ومع بعض العواصف الرّمليّة الّتي فاجأته في الطّريق ضيّع أثرها تمامًا، ووجد نفسه على أرض طينيّة باهتة تنبثق منها بعض الصّخور الملساء المحاطة بنبْتات رماديّة متشبّعة بالماء وتنتشر حولها برك سبخيّة مكتظّة بنبات الدّيس القاسي. تأمّل الطّين لاقتفاء أخفاف الإبل، لكنّه لم يجدها ووجد آثار حيوانات أخرى مع آثار عجلات لشاحنات ومدرّعات وجنازير دبّابات، فصار لا يتحرّك في المكان إلّا ليلًا. كان يخبط في حركته خبط عشواء، لا منهج للمسير ولا وجهة معيّنة، وأخيرًا نفد منه الماء تمامًا واستبدّ به الجوع، فقرّر في النّهاية أن يقترب قليلًا من العمران لعلّ رحمة يسوع والعذراء ومعجزاتهما تحفّ به. كان يسمع أصوات شياه وماعز ونهيق حمير وعواء ذئب أبحّه الجوع. تتبّع أثر الصّوت بأذنه الموسيقيّة المرهفة وهو في قمّة الإعياء، وعندما اقترب من خيال يشبه فوّهة البئر استجمع قواه، وبآخر ما يملك من أنفاس نفخ في بوقه ثمّ خرّ مغشيّا عليه.

عندما فتح عينيه بعد غفوة ساعتَين أو ثلاث بسبب التّعب الشّديد والإرهاق والطّعام الشّهيّ الّذي تناوله، ووجد الحاج مفتاح وبعض أبنائه يحيطون به مبتسمين، تلمّس جانبه بسرعة كمَن افتقد شيئًا عزيزًا، فابتسم الحاج مفتاح وقال وهو يمسّ صدره بكفّه مرّاتٍ أمارةً على الاطمئنان:

– إنّه هناك في الحفظ والصّونّ، اطمئنّ ، هاتِ زمّارته يا بنت.

 جاءت خويرة بالبوق:

– جلّيتها بقشور اللّيمون وها هي تبرق كما الذّهب.

ابتسم الألمانيّ عندما رأى بوقه نظيفًا لامعًا تنعكس عليه أشعّة الشّمس المتسرّبة من فتحةٍ بِرواق الخيمة، وشكر الجميع بعينيه وكلمتَي Vielen Dank، أي شكرًا جزيلًا، استلمه منهم، ضمّه إلى صدره، وصار يترقّب ما سيناله من هؤلاء النّاس الّذين احتفوا به وكأنّه ضيف عزيز، وهو مطمئنّ الآن فقد اعتنوا به اعتناء الإنسان بالإنسان وأسعفوه إسعاف الطبيب، ونظّفوا بوقه من سخام الدّخان والأتربة ومن الرّمال الّتي دخلت فتحاته أثناء المعركة، أو ساعة انسحابه الاضطراريّ منها.

بعد دقيقة من عناقه للبوق، جعله بين يديه ونشر أصابعه المدهونة بزيت الزّيتون على أزراره، ثمّ رفع بصره نحو العائلة كأنّه يطلب إذنًا منهم كي يلعب ببوقه قليلًا، أشار إليه الحاج مفتاح برأسه موافقًا أن يُسمعهم لحنًا، وشجّعه بهزّات من رأسه تحثّه أن يبدأ، قال له: ليتك تفهم كلامنا يا رجل لتعرف أنّنا عشّاق موسيقى، وأنّنا لا نخرج للرّعي أو الحرث أو الحصاد إلّا ومزاميرنا وطبولنا تتقدّم الرّكب ونحيي دومًا حفلات الكشك الكشك رقصة فولوكلوريّة ليبيّة. ، وحفلات الأعراس الّتي تتمّ بين أبناء العشيرة أو عشائر بدويّة أخرى قريبة منّا، انفخ يا رجل، فالحياة عبارة عن نفخة من فم الرّبّ.

لمح بريق فرح في عيون الحاج وأبنائه وبنته الوحيدة، وكذلك في عيني الحاجّة مقبولة الّتي مرّضته وفي عيني زوجته السّيّدة مرعيّة الّتي رفعت رأسها من وراء الرّواق لتسمع وترى. فعرف أنّ كلام الحاج مفتاح مدح للموسيقى وإذْن له بالعزف، فبدأ ينفخ الحياة في بوقه محرّكًا أصابعه لتنبثق في المكان فراشات موسيقيّة تزوره من ريف طفولته في بون، موسيقى هادئة تنشط تدريجيّا فتحفّز السّامع على التّفاعل معها بتمييل أطرافه ورأسه وجذعه وأردافه في حركات راقصة. وعندما انتهى من العزف صفّق له الجميع. وقالت خويرة:

– الّذي سمعته الآن ليس كالزّعيق الّذي سمعته قبل أن أجده فاقدًا للوعي.

قال أبوها:

– ذاك الزّعيق كان موسيقى ألم وطلب نجدة، لكنّ المقطوعة الّتي عزفها الآن موسيقى امتنان للرّبّ الذي أنجاه ووضعه وبوقَه بين أيدٍ أمينة.

هل ترغبون في شيء آخر?
21
جبران خليل جبران
وردة الهاني

© פרויקט הסיפור הקצר 2024

Made with ☕ and 🚬 by Oddity

البحث:

تريد حفظ لوقت لاحق؟

اشترك واحصل على حق الوصول الكامل إلى الخيارات الموجودة على الموقع

Short Stories
Straight to Your Inbox

Oops, this is a personal area feature.
The personal area is only available to subscribed users. Sign up now for free to enjoy all the personal area features.