اقرؤوا في:
اِسمي “آسِر”، ولستُ صغيرًا؛ فَعُمري ستُّ سنوات. أنا أكبرُ من “مليكة” ابنةِ خالتي بعامٍ كامل.
اِختبأنا منذُ قليلٍ خلفَ السِّتارة. بالطبعِ نحبُّ الاِختفاءَ عن عيونِ الكِبار.
مِن مخبَئِنا، سمعْنا أُمِّي تُخبِر خالتي أنَّ الأطفالَ في دولةِ اليابان يتعلَّمون فصلَ أجزاءِ الساعاتِ الرَّقمية وإعادةَ تركيبِها!
تساءلْنا في دهشةٍ: لماذا لا نستطيعُ رؤيةَ الأشخاصِ مِن خلفِ السِّتارة، بينما نستطيعُ سَماعَ أصواتِهم!
على الجانبِ الآخَر من المخبأ، ضَحكت خالتي قائلةً: أتمنّى أن يُصبحَ أبناؤُنا مثلَ أطفالِ اليابان، فيتعلَّمون شيئًا مفيدًا، غيرَ مشاهدةِ الكرتون على التابلِت والموبايل. ثم ضحكتِ الاثنتان بصوتٍ مرتفع!
نظرنا إلى بعضِنا باستغراب من حديثِ الأم والخالة، ثم سألتني مليكة:
ـ هل الأطفال في اليابان مختلفون عنّا؟ هل هم كبار؟
أجبتُها مندهشًا: ما معنى ذلك؟
حاولت أن توضّح لي قصدَها قائلة: هل هم في نفس عمرِ أخي آدم، الذي يذهبُ للجامعة كل يوم، ويعرفُ كل شيء؟
أملتُ أن أفهم، فسألتُها: هل يعرفُ الساعات الرقمية؟
ردّت بثقة: بالتأكيد، إنه يملك عددًا كبيرًا من الساعات.
فكرتُ قليلًا ثم قلتُ: إذًا لا بدّ أن الأطفال في اليابان يذهبون للجامعة.
اقترحت مليكة أن نطلب من آدم أن نذهب معه للجامعة غدًا حتى نصبح مثل أطفال اليابان، لكنني قلت: لا!
أنا لا أحب الجامعة. أنا فقط أحب أن أضع الطعام للقطط، وأُعلّم القطة الصغيرة كيف تقضي حاجتها في الرمل المخصّص لها.
ردّتْ بسرعة: أنتَ ماهرٌ في تعليمِ القطط. إنهم يُطيعونكَ في كلِّ شيءٍ كأنكَ ساحر.
ضحكتُ وأخبرتُها أنّها هي أيضًا ماهرةٌ في ترتيب المنزل. (رأيتُكِ مرّاتٍ عديدةٍ تُعيدينَ كلَّ شيءٍ إلى مكانِه الأصلي بسهولة).
أجابتْ بابتسامةٍ خفيفة: نحنُ ماهرون في أشياءَ كثيرة.
فأخبرتُها بالفكرةِ الخطيرةِ التي خطرت لي:
إذًا فنحنُ نستطيعُ تعليمَ الأطفالِ من اليابان إطعامَ القطط وتدريبَهم، وكذلك وضعَ كلِّ شيءٍ في مكانِه المُخصّص، بينما هم يُعلّموننا تركيبَ الساعات.
تريد حفظ لوقت لاحق؟
اشترك واحصل على حق الوصول الكامل إلى الخيارات الموجودة على الموقع